أخذ حقّه بدق خشوم!
لا شيء يستفزني في الآونة مثل شيلة: «أخذ حقه بدق خشوم»! والشيلة بهذا المعنى هي أهزوجة وطنية، تلحن، وتغنى، وأبياتها من الشعر الشعبي.
هذه الشيلة تفتخر بمن يأخذ حقه بدق الخشوم، أي رغما عن أنف الجميع، وليس برضاهم، فهذا ما تنص عليه الشيلة: «ما أخذ حقه بحب خشوم»!
قبل مئة عام كان من يأخذ حقه بدق الخشوم ممدوحا، فلم تكن ثمة دولة ولا مؤسسات أمنية أو قضائية، أما من يأخذ حقه بدق الخشوم اليوم فهو خارج عن القانون، متنمر عن الأنظمة.
يأخذ الإنسان حقّه بالقانون والقضاء، لا بحبّ الخشوم، ولا بدقّها، والشيلة بصراحة توقظ كوامن الإنسان البرّي المنفلت، سلاحه بيده، لا يرى في كل ما أمامه إلا موضوعا للنهب. هذا شوَه وتشويه، واعتداء وتتفيه، من حقّ الناس الاستماع إلى ما يريدون، ولكن ضمن مضامين حيّة مدنيّة، أو على الأقل غير معادية.
نقلا عن عكاظ